عن المدونة

                        بسم الله الرحمن الرحيم

مدونة الاثرى :
هى مدونة لشرح علم المصريات شرحاً تفصيلياً وبشكل تدريجى.. سيلاحظ المتابع ان المدونة بدأت فى كل الاقسام من عصور ما قبل التاريخ وستنتهى بأذن الله بالعصر المتاخر بشكل مبسط وعلى طريقة محاضرات حتى اذا قرأ المتابع كل المواضيع على المدونة بالشكل التدريجى اصبح بأذن الله مؤهلاً للتكلم فى علم الصريات كتأهل خريج كلية الاثار قسم الآثار المصرية 
اتمنى ان تكون المواضيع وافية ومرضيه للنهم العلمى الذى يتملكه الباحث .... المدونة ان شاء الله ستكون مرجعاً للطالب وزاداً للباحث
ماهو علم المصريات : 

* حضارة مصر القديمة:
علم المصريات (Egyptology) هو ذلك العلم الذى يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة ودراسة حضارتها التى أسسها الفراعنة بكل جوانبها، ويُعد هذا العلم فرع من فروع علم الآثار .. وهو العلم ذاته الذى تخصص فيه الكثير من باحثين الغرب بل والهواة منهم.
وعلم المصريات أو تاريخ مصر القديمة يمثل مرحلة تاريخية فارقة للوقوف علي النقاط المضيئة في تاريخ مصر الفرعونية القديمة، كما أن الحفاظ علي التراث لا يتأتى إلا من خلال الوعي به ومعرفته، لذلك فهذا العلم يتناول كل جانب من جوانب الحضارة المصرية مثل الفنون والعمارة واللغة والأدب والديانة والتاريخ.



ما هو علم المصريات؟
ماهية الحضارة.
تاريخ علم المصريات.
نبذة عن الحضارة المصرية القديمة وملامح هذه الحقبة الزمنية.
الصعوبات التى تواجه علم المصريات.
وعلم المصريات يضم الحضارة المصرية (ما قبل 4500 قبل الميلاد) وصولاً إلى الفتح العربي (641 بعد الميلاد). 
وقد أصبح علم المصريات من المواد العلمية الرئيسية التي تدرس في الجامعات وأنشأت معاهد خاصة لدراسته وللقيام بالأبحاث.

* ماهية الحضارة وعناصرها الأساسية:
إن للحضارة وعناصرها التى تتألف منها مفهومها، ونجد كلمة الحضارة (Civilization) مشتقة من الفعل حضر والذى يعنى تشيد القرى والأرياف والمنازل المسكونة.
فيمكننا وصف الحضارة على انها ذلك السلوك المعيشى الذى يتبعه الأفراد فى حقبة زمنية ينتمون إلى نفس المجتمع، هذا السلوك الذى يعتاد عليه الفرد من تفاصيل صغيرة إلى تفاصيل أكبر يعيشها في مجتمعه ولا يقصد من هذا استخدامه إلى احدث وسائل المعيشة بل تعامله هو كإنسان مع الأشياء المادية والمعنوية التي تدور حوله وشعوره الإنساني تجاهها .. لذا تُصنف الحضارات على أنها إحدى العلوم الإنسانية. 
وإذا أردنا تقديم تعريف شامل للحضارة يجمع ما بين الاختلافات التى قد تكون ما بين العلماء فى تقديمهم لتعريف واضح لهذه الكلمة، فنجد ان الاجتماع يدور حول هذا المفهوم الحضارة هى كل ما يميز أمة عن أمة أخرى من حيث العادات والتقاليد وأسلوب الحياة والمعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية ومقدرة الفرد على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم، كما أن الحضارة هى الميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ.



ونجد أن الحضارة تتوافر لها العناصر التالية، التى يمكن أن نصفها بالأركان الأساسية التى بدونها لا تتحقق أو يُوصف الشعب بأن له حضارة قديمة .. وهذه العناصر تتمثل فى التالى:
- طرق الحياة التى يعيشها الأفراد.
- سمات الطبيعة التى يتميز بها هذا المجتمع.
- نظام الحكم فى هذه الحقبة التاريخية.
- الحالة الاقتصادية للمجتمع.
- علاقات التفاعل الاجتماعى السائدة بين أفراد المجتمع آنذاك.

* تاريخ علم المصريات:
وتعتبر النشأة الفعلية لعلم المصريات على يد القدماء المصريين بدءاً من الملك تحتمس الرابع الذي قام بإزالة الرمال حول جسد أبو الهول وترك الملك لوحة تحكى تفاصيل هذا الحلم. 
وبعد تحتمس الرابع بفترة طويلة تصل إلى قرابة القرنين قام الأمير خعامواست ابن الملك رمسيس الثاني بترميم آثار أجداده القدماء من معابد ومقابر ومبانى منها هرم الملك أوناس بسقارة ليكون أول مرمم للآثار في علم المصريات.
لم يقتصر الاهتمام بالحضارة المصرية القديمة على الفراعنة فقط وملوكهم فى فترات ما قبل التاريخ، وإنما شغلت هذه الحضارة الشعوب على مر المراحل الزمنية المختلفة لنجد اهتمام الإغريق والرومان بها التى أذهلت الباحثين بعظمتها وصمودها حتى العصور الحديثة، حيث وصل إلينا جزء كبير من المعلومات والتواريخ عن تاريخ مصر عن طريق كتابات وتأريخ مؤرخين أمثال هيرودوت.
ثم جاء علماء المصريات فى العصر الإسلامى بمحاولات متعددة لفهم هذه الحضارة، ومن بين هذه المحاولات ما قام به ذو النون المصرى الذى استطاع فى القرن التاسع الميلادى بفهم طبيعة اللغة الهيروغليفية بصورة جزئية.

وبدأ علم المصريات الحديث منذ اكتشاف حجر رشيد 1799 وإصدار كتاب وصف مصر 1809 - 1828 على يد علماء الحملة الفرنسية التى قادها نابليون بونابرت الذى فيه قام علماء حملة نابليون بتسجيل الحياة النباتية والحيوانية والتاريخ في هذه الموسوعة في أواخر القرن الثامن عشر.

وفى عام 1858م بدأت أبحاث أوجست مارييت لإعادة تنظيم الآثار وتصنيفها وتأريخها كما عمل جاهدا على وضع القوانين لمواجهة أعمال التهريب والسرقة، كما أسس المتحف المصري بالقاهرة لحفظ الآثار

ولقد زاد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون في عام 1922 من الوعي العام بالمصريات. 

ومن مظاهر الولع الغربى بتاريخ مصر القديمة، تخصيص جناح قائم بذاته للقطع الأثرية الفرعونية فى كل من متحف "اللوفر" بباريس والمتحف البريطانى حيث وجود حجر رشيد، اللذان يشهدان إقبالاً كبيراً لمشاهدته من جانب زائرى هذه المتاحف العالمية من كل الجنسيات.

* نبذة عن الحضارة المصرية القديمة:
أولاً - تاريخ الحضارة الفرعونية:
الحضارة الفرعونية أو الحضارة المصرية القديمة هى تلك الحضارة التى تركزت على ضفاف نهر النيل والتى تُعرف الآن بمصر أو جمهورية مصر العربية، وقد بدأت هذه الحضارة منذ ما يقرب من 3000 قبل الميلاد عندما وحد الملك "مينا" القطرين (قطر مصر الجنوبى والشمالى) لتتلاحق سلسلة متتابعة من الأُسر والملوك الذين قدموا حضارة مصر الفرعونية الضخمة والتى تخللتها فترات من عدم الاستقرار النسبى، وكانت ذروة هذه الحضارة فى عصر الدولة الحديثة الفرعونية لينتهى حكم الفراعنة حين غزت الإمبراطورية الرومانية مصر.



لم تكن الحياة فى مصر القديمة فى فترة ما قبل الأُسر ثرية مثلما كان الحال مع عصر الأُسرات، فقد تميزت هذه الفترة بوجود قبائل صغيرة في وادي النيل عاشت على الزراعة وتربية الحيوانات. كانت أكبر تلك الحضارات هي حضارة البداري في مصر العليا، التي اشتهرت بالسيراميك عالي الجودة، والأدوات الحجرية، واستخدامها للنحاس.
أما فى الجنوب فكانت حضارة النقادة التى وازت حضارة البدارى فى الشمال، وقد اشتغلت فى صنع مجموعة متنوعة من السلع الثمينة، والتي شملت طلاء الفخار، وعمل اللوحات الفنية والمجوهرات المصنوعة من الذهب والألبيد والعاج.

ثانياً - الكاهن "مانيتون" والأسرات الحاكمة الفرعونية:
الكاهن والمؤرخ المصرى "مانيتون" والذى عاش فى الفترة ما بين 323 قبل الميلاد وحتى 245 قبل الميلاد، ويُعد هو المرجع الأول لعلماء التاريخ المصرى القديم ومن اشهر مؤلفاته كتاب "تاريخ مصر" الذى التهمه حريق مكتبة الإسكندرية ولم يتبق منه سوى صفحات - و"مانيتون" كان كاهناً بمعبد سبينيتوس بقرية سمنود محافظة الغربية وقد عاش في ذلك المعبد في بداية القرن الثالث قبل الميلاد في عهد البطالمة، كان يقرأ الهيروغليفية وتعلم الديانة المصرية كما كان بعرف اللغة الإغريقية أيضا.
يرجع الفضل للكاهن "مانيتون" فى تقسيم الأُسر الفرعونية الحاكمة لمصر إلى ثلاثين أسرة، وقسم كل مجموعة من هذه الأسرات إلى فترات تاريخية على النحو التالى: 
عصر الأسرات وعددها 30 أسرة (2920 - 2575):
ثم جاء عصر الأُسرات التى تتكون من 30 أسرة حاكمة، والتى تتمثل فى الفترات الزمنية التالية:
عصر الأُسر المبكرة:
بسط أول فرعون سيطرته على مصر السفلى عن طريق إنشاء عاصمة في ممفيس، التي أمكن من خلالها السيطرة على القوة العاملة والزراعة في منطقة الدلتا الخصبة وهو الملك مينا أو نارمر موحد القطرين، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة الأولى (3200- 2980)
الأسرة الثانية وتعتبر من أقوى الاسر
الأسرة الثالثة (2650 - 2575)
الأسرة الرابعة (2575 - 2465) 
الأسرة الخامسة (2465 - 2323)
الأسرة السادسة (2323 - 2150)

عصر الانتقال الأول (2150 - 1994):
جاء عصر الانتقال بعد انهيار الحكومة المركزية في مصر في نهاية عصر المملكة القديمة، وبدأ الحكام المحليين التنافس مع بعضهم البعض على السيطرة على الأراضي والسلطة السياسية، مبتعدين عن ولائهم للفرعون، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة السابعة
الأسرة الثامنة (2150 - 2135)

الدولة الوسطى:
استعاد فراعنة الدولة الوسطى رخاء البلاد واستقرارها، مما أدى لتحفيز الفن والأدب ومشاريع البناء الضخمة، ومن حكام هذه الحقبة الزمنية فى تاريخ مصر الفرعونية منتوحوتپ الثاني وآخر حكامها أمنمحات الثالث، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة الحادية عشر
الأسرة الثانية عشر (1994 - 1650)
الأسرة الثالثة عشر (1781 - 1650)
الأسرة الرابعة عشر (1710 - 1650)

عصر الانتقال الثاني (1650 - 1550):
ضعف سلطة فراعنة الدولة الوسطى، مما أدى إلى سيطرة المهاجرين والمستوطنين الآسيويين الذين يعيشون في منطقة شرق الدلتا في بلدة زوان على المنطقة وأجبرت الحكومة المركزية على التراجع إلى طيبة وغزا الهكسوس مصر، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة الخامسة عشر (1650 - 1550)
الأسرة السادسة عشر (1650 - 1550)
الأسرة السابعة عشر (1650 - 1550) - توحيد مصر مرة أخرى

الدولة الحديثة (1550 - 1075):
عصر الدولة الحديثة فى مصر الفرعونية شهد فترة ازدهار، حيث حرص فراعنة هذا العصر على تأمين حدود مصر وتم شن الحملات العسكرية تحت قيادة تحتمس الأول وحفيده تحتمس الثالث مدت نفوذ الفراعنة في سوريا وبلاد النوبة.
لكن عادت الدولة المصرية القديمة لحالة من عدم الاستقرار من جديد على يد أمنحوتب الرابع بوصوله للعرش، الذي وضع سلسلة من الإصلاحات الفوضوية، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة الثامنة عشر (1550 - 1291)
الأسرة التاسعة عشر
الأسرة التاسعة عشر (1291 - 1185)
الأسرة العشرون (1187 - 1075 ق)



عصر الانتقال الثالث (1075 - 664):
انهارت هيبة مصر بعيدة المدى انهيرا كبيرا نحو نهاية الفترة الوسطى الثالثة. حيث قل حلفائها الأجانب في إطار نفوذ الإمبراطورية الآشورية وبحلول 700 قبل الميلاد أصبحت الحرب بين البلدين أمرا حتميا. بدء الآشوريين هجومهم وغزوهم على مصر في الفترة بين 671 و667 ق.م، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة الحادية والعشرون (10.75 - 945)
الأسرة الثانية والعشرون (945 - 718)
الأسرة الثالثة والعشرون (820 - 718)
الأسرة الرابعة والعشرون (730 - 712)
الأسرة الكوشية (775 - 653)
الأسرة الخامسة والعشرون (775 - 653) السيطرة الآشورية.
الأسرة السايسية (664 - 525)
الأسرة السادسة والعشرون (664 - 525) يونانيون

العصر المتأخر (525 - 332):
تمكن الملك إبسماتيك الأول من طرد الآشوريين بفضل المرتزقة اليونانية الذين تم تجنيدهم لتشكيل أول بحرية مصرية. بدأ الفرس ذو النفوذ بقيادة قمبيز الثاني، غزوهم لمصر، وفي النهاية اسر الفرعون بسماتيك الثالث في معركة الفرما. ثم تولى قمبيز الثاني لقب فرعون رسميا.
وفي الفترة ما بين 380-343 ق.م، حكمت الأسرة الثلاثون كأخر الأسر الملكية المحلية في مصر، والتي انتهت من مع حكم الملك ناخثورب الثاني. وأخيراً قام الحاكم الفارسي مازاسيس بتسليم مصر إلى الإسكندر الأكبر من دون قتال لينتهى بذلك عهد الأسرات فى مصر الفرعونية القديمة، ويشمل هذا العصر الأسرات التالية:
الأسرة السابعة والعشرون (525 - 404)
الأسرة الثامنة والعشرون (404 - 399)
الأسرة التاسعة والعشرون (399 - 380)
الأسرة الثلاثون (380 - 342)

- عصر البطالمة:
غزا الإسكندر الأكبر مصر في 332 ق.م، ووجد مقاومة لا تذكر من الفرس، في حين رحب به من قبل المصريون باعتباره المخلص من الحكم الفارسي واتخذ من مدينة الإسكندرية الجديدة عاصمة لها. وقد صور البطالمة أنفسهم كالفراعنة.

- هيمنة الرومان على مصر القديمة:
أصبحت مصر محافظة من الإمبراطورية الرومانية في العام 30 ق.م، بعد هزيمة ماركوس أنطونيوس والملكة البطلمية كليوباترا السابعة من قبل أغسطس قيصر في معركة أكتيوم. 

وهكذا مر تاريخ مصر الفرعونية بالكثير من الفترات التى شهد بعضها ازدهاراً والبعض الآخر منها اضمحلالاً، إلا أن هذه الحضارة نالت إعجاب الشعوب التى أرادت التعرف عليها عن قرب من خلال الاحتلال والاستعمار .. أو من خلال الدراسة التى عُرفت باسم الاستشراق.
المزيد عن الاستشراق ..



ثالثاً - سمات هذه الحضارة العريقة:
- الحياة اليومية لدى المصرى القديم:
المصرى القديم كان يعشق الخصوصية، فالمنزل الواحد يضم أسرة واحدة فقط، وكان لكل منزل مطبخ مفتوح السقف. كان الجدران تُطلى باللون الأبيض لتخفيف درجة الحرارة وكانت هناك الستائر التى المنسوجة من الكتان.
وكان المصرى القديم يهتم بالنظافة لدرجة كبيرة، وكام حوض الاستحمام هو نهر النيل، وبالإضافة إلى الماء المتاح فقد صنع المصرى القديم الصابون من الشحم الحيوانى والطباشير.
القدماء المصريون رجال وإناث كانوا يضعون المكياج (مستحضرات التجميل) على حد سواء لاعتقادهم بالقوى السحرية التى قد يمدهم بها.
كما استخدم المصرى القديم الزيوت العطرية لكى يُكسب جسده الرائحة الذكية، وكان الرجال يقومون بحلق شعر الجسد لغرض النظافة أيضاً.
اما السيدات فكانوا يرتدون الشعر المستعار والمجوهرات.
الملابس عند القدماء المصريين مصنوعة من الكتان ولونها الغالب هو الأبيض، وعندما يبلغ الطفل – حيث كان سن البلوغ لديهم الثانية عشر – يتم حلق شعر رأسه، والأم هى المسئولة عن التربية أما الأب فمسئول عن جلب المال.
عشق المصرى القديم الموسيقى والرقص التى كانت تعتبر بمثابة الترفيه الشعبى لأفراده ولذا نجد اختراعهم للكثير من أدوات الموسيقى مثل المزمار والدف والطبلة والقيثارة وغيرها من الأدوات الأخرى، وكانت الموسيقى سائدة أيضاً فى احتفالاتهم الدينية.
كما كان المصرى القديم يهوى الألعاب الترفيهية، فنجد ألعاب الزهر وألعاب الكرة شائعة بين الأطفال، وكان الرجال يلعبون المصارعة كلعبة ترفيهية، بينما استخدم أغنياء المجتمع المصري القديم الصيد وركوب القوارب كنوع من الترفيه.

- الزراعة:
قامت الحضارة المصيرية القديمة على ضفاف وادى النيل، حيث اعتمدت اعتماداً كلياً عليه، ذلك النهر الذى يشبه زهرة اللوتس ولذا كانت حضارتها قائمة فى البداية على الزارعة حيث توافر المياه لديها والتربة الخصبة الغنية بالطمى عند فيضان نيلها .. وكان المصرى القديم قادر على إنتاج كمية وافرة من الغذاء والأطعمة.
قام المصريون القدماء بزراعة القمح والشعير، وعدد آخر من محاصيل الحبوب، وكانت الأطعمة الرئيسة عند المصرى القديم هو الخبز وشراب الشعير، وزرعوا الكتان لصنع الملابس. 
كما تم استخدام البردي النامي على ضفاف النيل لصنع الورق. 
أما الخضروات والفاكهة، فقد كانت تزرع في حدائق مخصصة، وكانت لابد أن تسقى باليد، ومن الخضراوات التى تمت زراعتها: الكراث والثوم والبطيخ والقرع والبقول والخس وغيرها من المحاصيل، بالإضافة إلى العنب الذي يُصنع منه الخمر.



- تربية الحيوانات:
إن للحيوانات أهمية كبيرة فى حياة المصرى القديم، فكما ذكر المؤرخ "هيرودوت" أن المصرى القديم هو أول من قام بتربية الحيوانات فى منزله من القطط والكلاب والقرود، وكانت تستخدم الحيوانات كمصدر روحانياً بتقديمها قرابين للآلهة أو مصدر للرفقة.
كما كان يقوم المصرى القديم بتربية الأغنام والماعز والبط والأوز والحمام، كما كان النيل وفيراً بالثروة السمكية، وعرف المصرى القديم تربية النحل الذى كان يزوده بالعسل.
والغرض الثالث الذى قام المصرى القديم بتربية الحيوانات من أجله هو مساعدته فى أغراض النقل، فقد حرص المصرى القديم على تربية الحمير والثيران للقيام بأغراض النقل وحرث الأرض الزراعية بالمثل .. ولم تظهر الإبل كحيوانات عاملة إلا فى عصر الدولة الحديثة.
أما الحيوانات الغريبة عليه فكانت متمثلة فى الأسود التى كان يتم جلبها من وسط أفريقيا ليمتلكها النبلاء والملوك فقط.

- اللغة والكتابة المصرية القديمة:
تعود الكتابة الهيروغليفية إلى سنة 3200 قبل الميلاد، وتتألف من نحو 500 رمز، ويمكن للرمز الهيروغليفي أن يمثل كلمة أو صوت أو شيء محدد صامت، وقد يخدم نفس الرمز أغراضاً ومعاني مختلفة في سياقات مختلفة. 
وكانت الهيروغليفية كتابة رسمية، مستخدمة على النصب التذكارية الحجرية وفي القبور، وكانت على درجة عالية جداً من الدقة في الوصف.
أما في الكتابات اليومية، فقد استخدم الكُتاب شكل الأحرف المطبعية المتصلة في الكتابة، وتدعى الهيراطيقية، وهي أسرع وأسهل، كانت الهيراطيقية دائما مكتوبة من اليمين إلى اليسار، وعادة في صفوف أفقية. 
ثم ظهر شكل ثالث من أشكال الكتابة، وهي الكتابة الديموطيقية أو الشعبية، وأصبح أسلوبها هو أسلوب الكتابة السائد، وهو شكل من أشكال الكتابة - بالإضافة إلى الهيروغليفية الرسمية.
وفي حوالي القرن الأول الميلادي، بدأت الأبجدية القبطية تستخدم جنباً إلى جنب مع الكتابة الشعبية - القبطية هي أبجدية إغريقية مع إضافة بعض العلامات والرموز الديموطيقية.

اكتشاف حجر رشيد:
اكتشف جنود في جيش نابليون حجر رشيد (Rosetta Stone) عام 1799 أثناء حفر الأساسات لإضافة مباني جديدة إلى حصن لهم على مقربة من مدينة رشيد المصرية، وقد سُمى بهذا الاسم لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط ومدينة رشيد أخذت اسمها من الاسم الفرعوني "رخيت" وفي العصر القبطي أصبح اسمها "رشيت". وأصبح هذا الحجر ومعه آثار أخرى اكتشفها الفرنسيون في البلاد، ملكاً للبريطانيين بموجب معاهدة الإسكندرية (1801) التي أبرموها مع الفرنسيين إثر هزيمة نابليون (Napoleon).
ويعرض المتحف البريطاني حجر رشيد منذ عام 1802.
وعن اكتشاف هذا الحجر يرجع تاريخه إلى أغسطس سنة 1799، والذى اكتشفه على وجه التحديد بيير فرانسوا زافييه بوشار (1772-1832) Pierre-François Bouchard، وكان ضابطاً مهندساً أحد ضباط الحملة الفرنسية ، أثناء قيامه بأعمال هندسية عند "قلعة جوليان/قايتباى" Citadel of Qaitbay قرب رشيد عثر على الحجر المشهور بحجر رشيد تحت أنقاض هذه القلعة أثناء إجراءات تعديلات وإعادة بناءها وترميمها لتلائم الأسلحة الفرنسية الحديثة من مدافع وبنادق عندئذ وقع بصره على حجرة الجرانيت التي تبلغ متراً واحداً من حيث الارتفاع، ويصل عرضها الى 73 سنتيمتراً وتخانتها الى 27 سنتيمتراً. 

يوجد على حجر رشيد نصوص هيروغليفية وديموطيقية ويونانية، وكان هذا الحجر هو مفتاح حل لغز الكتابة الهيروغليفية.
وسبب وجود هذا الحجر أنه قام بعض الكهنة بنقشه تخليدا لذكرى بطليموس الخامس، فحجر رشيد هو حجر من أحجار البازلت الأسود يعود تاريخه الى عام 196 ق.م ومسجل عليه مراسم تنصيب الكهنة للملك بطليموس الخامس والاعتراف به ملكا على البلاد ، وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية (القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين) والإغريقية. وكان وقت اكتشافه لغزا لغويا لا يفسر منذ مئات السنين. 
حتي جاء العالم الفرنسي "جيان فرانسوا شامبليون/Jean-François Champollion" وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني ونصوص هيروغليفية أخري - وشامبليون عالم وباحث أشتهر بجمع مادة بحثه. وكان شامبليون أستاذا للتاريخ في جامعة جرونوبل/Grenoble، ثم أصبح عام 1826 مسئولاً عن قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر/The Louvre.

- الموارد الطبيعية فى مصر القديمة:
مصر القديمة كانت غنية بالكثير من الموارد الطبيعية التى استخدمت فى الكثير من الأغراض، فكانت غنية بأحجار البناء، كما كانت غنية بالأحجار الكريمة المستخدمة فى صنع الحلى مثل الزمرد والمرمر.
والمعادن مثل الرصاص والنحاس والذهب حيث كانت هناك مناجم ذهب كثيفة في النوبة.
كما كانت مصر غنية بالملح الذى كان يتم استخراجه من وادى النطرون والذى كان يتم استخدامه على نطاق واسع فى تحنيط المومياء المصرية.
وكان حجر الصوان أول معدن جمع واستخدم في صنع الأدوات، وتعتبر الفأس اليدوية هى أولى الأدوات التى تم الاستعانة بالصوان فى تصنيعها.
أما النحاس فهو أكثر المعادن الهامة لصنع الأدوات في مصر القديمة، وكان يُصهر في أفران من المرمر الخام المستخرج من سيناء.
وكان الحجر الجيري متوافر على طول وادي النيل، والجرانيت من أسوان، والبازلت والحجر الرملي من أودية الصحراء الشرقية.



- النظام الاجتماعى:
إن مصر الفرعونية القديمة كنت تمثل المجتمع الطبقى بدرجة عالية.
فالفرعون أو الملك هو الذى يحتل أعلى الطبقات الاجتماعية.
واحتل الكهنة والأطباء والمهندسين المدربين على اختصاصات معينة المرتبة ما قبل مرتبة النبلاء.
وشكل الكُتاب والمسئولون الطبقة العليا في مصر القديمة.
أما الفنانون والحرفيون فقد كانوا يتمتعون بمراكز أعلى من طبقة المزارعين، إلا أنهم كانوا أيضاً تحت سيطرة الدولة المباشرة.
أما الطبقة الدًنيا فقد كانت من نصيب المزارعين، الذين يشكلون القدر الأكبر من السكان في ذلك الوقت، إلا أن المنتجات والأراضي الزراعية كانت مملوكة من قبل الدولة أو المعبد أو في بعض الأحيان تكون مملوكة من قبل أحد الأسر النبيلة، كما خضع المزارعون لضريبة العمل، وكانوا يعملون في مشاريع البناء أو الري بنظام السخرة.

- النظام القانونى للدولة المصرية القديمة:
كان الفرعون هم المسئول عنس ن القوانين والحفاظ على النظام، وكان هناك مجلس الشيوخ المحلي، المعروف باسم الكينبيت في الدولة الجديدة المسئول عن البت في القضايا والخلافات الصغيرة .. أما القتل، واختلاس أراضي الدولة، والسطو على المقابر فكانت تحال إلى ما يسمى الكينبيت الكبير الذي يترأسه الوزير أو الفرعون نفسه في بعض الحالات.
وكان العقاب على الجرائم البسيطة يتمثل فى فرض الغرامات، أو الضرب، أو التشويه في الوجه، أو النفي، اما الجرائم الكبيرة فكانت عقوبتها الإعدام، والتي تتم بقطع الرأس، أو الإغراق، أو وضع الجاني على عمود ليخترق جسمه، وقد تمتد العقوبة لتشمل عائلة الجاني.

فنون الطهى والطبخ عند القدماء المصريين:
قد لا توجد فروقات كبيرة بين المطبخ المصرى القديم والحديث، فنجد أن الأكلات تعتمد بشكل كبير على نفس المكونات، فطهى اللحوم من الأسماك والدجاج واللحم الأحمر كان يتم بنفس الطرق التى نستخدمها الآن مع وجود بعض الاختلافات فى الأدوات فكان يتم شيه وطبخه أو تجفيفه – والطريقة الأخيرة لم تعد متبعة فى طرق الطهى وإن كانت متعة بوصفها طريقة للحفظ مثل تجفيف الفاكهة.
أيام مصر الفرعونية تألف النظام الغذائي الشعبي من الخبز وبيرة الشعير، والخضروات متمثلة فى البصل والثوم، والفاكهة فى التمر والتين، أما اللحوم والنبيذ فكان يتم تناولهم فى الأعياد الدينية.
وبالنسبة الطبقة الحاكمة فكان تناول الطعام على اختلاف أنواعه متاح لهم طوال الوقت بخلاف الطبقة الشعبية التى كانت تتناول اللحم فى المناسبات الدينية.

- العمارة:
العمارة فى الحضارة المصرية القديمة من أقوى فنون العمارة حتى يومنا هذا، وقد أولى الفراعنة اهتماماً بالغاً بالمعابد التى خصصت لأغراض دينية التى تم بنائها من الحجارة لتظل باقية حتى الآن. 
وكانت المعابد تتألف من قاعات مغلقة فردية مع ألواح سقف مدعمة بالأعمدة، وأضاف المعماريون الصرح والساحات المفتوحة والبهو واعتمدوا هذه التصاميم حتى دخول العصر اليوناني-الروماني وذلك فى عصر الدولة الحديثة مثل معبد الكرنك الشهير باعته التى تتميز بالرقى والفخامة فى البناء.
بالإضافة إلى عظمة بناء الأهرامات التى اتخذها الملوك مقابر لهم بعد موتهم على أن تدفن كل احتياجاتهم ومجوهراتهم مع جثثهم التى كانت تُحنط لاعتقادهم فى الحياة بعد الممات - وهذا على عكس القبور التى تم بنائها فى الفترات الأولى من الحضارة الفرعونية القديمة التى اشتهرت بتصميم المدرج، وهي مبنى مستطيل الشكل ذو سطح مسطح مبني من الطوب اللبن أو الحجر يغطي تحته غرفة الدفن والتي توجد تحت الأرض ومثال على ذلك هرم زوسر المدرج. 
فالمصرى القديم احترف حرفة البناء وكانت تتميز البنايات بأنها بنايات ضخمة اُستخدمت الحجارة الضخمة فيها.
وقد بنى المصرى القديم منزله من الخشب والطين لدرء درجة حرارة الجو القاسية لأن مصر تشتمل على مساحة كبيرة من الصحراء حيث المناخ القارى الشديد الحرارة، والعمال والفلاحون هم من كانوا يعيشون فى المنازل البسيطة أما الملوك فكانوا يعيشون فى القصور الفخمة، وكان الأثاث يتألف من كراسى خشبية وأسرة ترفع من الأرض ومائدة فردية



* ما هى الصعوبات التى تواجه علم المصريات وكيفية حلها؟
- إن الحضارة المصرية القديمة من العلوم الإنسانية التى تسيطر عليها العلوم الطبيعية بل وتسيطر على حياتنا فى كل شىء .. وهذا يعنى عدم توافر الوقت والجهد اللازمان للاهتمام بها مما يضمن بقائها واستمرارها.

- جمود العلوم الإنسانية القديمة، لعدم تكاتف المعنيين بالأمر للوصول لحلول حقيقية وتحديد آليات تضمن لهذه العلوم فرصة البقاء والاستمرارية.

- عدم ربط علم المصريات بالعلوم الأخرى وعدم إعطائها شكل اقتصادي يضمن استمراريتها.

- اهتمام العالم بالمشاريع التى تنتهى بصنع آلة أو تحقق أرباحا طائلة، لا بالمشاريع التى تحقق ربح ثقافى وحضارى .. أى طغيان المادة.

- غياب المتاحف الجديدة من أهم الصعوبات التى تواجه علم المصريات، فالمتاحف القديمة بتحديثها جنباً إلى جنب مع إنشاء المتاحف الحديثة التى تجدد لنا المعلومات عن هذه الحضارة العريقة من أهم العوامل والحلول التى تضمن لنا تحقيق المكاسب بربط علم المصريات بحياتنا الحديثة.

- غياب تقديم المادة التاريخية فى شكل دروس مبسطة في فصول اختيارية في المدارس، الأمر الذى قد يساعد بعض الشيء في تعميق فهم الحضارة المصرية في عقول الأجيال الصغيرة.


شارك الموضوع

مواضيع ذات صلة